يشجع الطقس البارد والرغبة في التقليل من فاتورة الكهرباء على تجفيف الملابس داخل المنزل. يرى باحثون اسكتلنديون أنّ هذا قد يشكل مخاطر صحية بسبب زيادة الرطوبة التي تعتبر محفّزًا لظهور العفن وعث الغبار مما يشكّل خطرًا على المصابين بالربو.
يقول الباحثون من وحدة بحوث الهندسة المعمارية ماكينتوش (MEARU) في كلية غلاسكو للفنون وبالتعاون مع جامعات ستراثكلايد وكاليدونيان أن الأشخاص يقومون بذلك من أجل توفير الطاقة والتكلفة. لكنّ ذلك يعني أنّهم سيقومون بتشغيل التدفئة الداخليّة لتجفيف الغسيل وهو ما سيزيد من التكلفة ولا يحقق الهدف المطلوب.
تم تمويل مشروع البحث الذي سيمتد لثلاث سنوات من قبل مجلس أبحاث العلوم والهندسة الفيزيائية (EPSRC) . يحمل البحث عنوان "التقييم البيئي للغسيل المنزلي". صدر تقرير وبيان صحفي بخصوص هذا البحث في الثاني من نوفمبر.
يقول كولين بورتيوس وهو مشارك في كتابة التقرير وبروفيسور في MEARU:
"يختار العديد من الناس تجفيف الملابس داخل منازلهم للتوفير من الطاقة التي تستهلكها المجففات.".
يضيف بورتيوس: "يعني هذا زيادة الطاقة المستهلكة في التدفئة الداخلية والتسبب بخطر صحي محتمل بسبب ارتفاع مستويات الرطوبة"..
يشير الباحثون إلى وجود علاقة قوية بين تجفيف الغسيل في داخل المنزل وزيادة نمو الجراثيم التي تزيد من أعراض مرض الربو وحمى القش وغيرها من أنواع الحساسية.
درس الباحثون عادات الغسيل لدى السكان في عيّنة تتكوّن من مزيج ديموغرافي واسع لسكّان يعيشون غرب اسكتلندا. قام الباحثون أيضًا بتحليل مفصل لجودة الهواء واستهلاك الطاقة.
توصّل الباحثون إلى أن تجفيف الملابس في الأماكن المغلقة يتسبب في مشكلات بيئية واقتصادية وصحية. يتسبب بناء منازل أصغر حجماً وأكثر مقاومة للهواء في المملكة المتحدة في تفاقم الأمور.
يمكن أن يؤدي وضع الملابس في الغرف سيئة التهوية إلى خلق ظروف مثالية لنمو جراثيم العفن وازدهار عث الغبار. تعتبر هاتين الحالتين من مسببات الربو.
يشير الباحثون إلى أن التجفيف الداخلي للملابس التي تحتوي على مواد نسيجية يزيد من كمية المواد الكيميائية المسببة للسرطان في الهواء.
يؤدي تجفيف الملابس في الأماكن المغلقة أيضًا إلى زيادة استخدام الطاقة حيث يتم غالبًا تشغيل أجهزة التدفئة للمساعدة في عملية التجفيف بينما تكون النوافذ مفتوحة. يقول الباحثون أن هذا يزيد من مشكلة نقص الوقود وهي بالفعل قضية رئيسية في غرب اسكتلندا.
يوصي الفريق بتجفيف الغسيل في الهواء الطلق أو استخدام المجففات الموفرة للطاقة. إذا كنت ترغب بتجفيف ملابسك في الداخل فضعها عند نافذة تطلّ على الجنوب (النصيحة موجهة للأشخاص المقيمين في المملكة المتحدة) وذلك باستخدام الضوء الطبيعي والحرارة. يعتبر وضع الملابس على شرفة مواجهة للجنوب أفضل طريقة للقيام بذلك.
يقترح الباحثون أن يحرص مصمموا الأبنية على أن تلبّي المخططات طرق تجفيف لا تسهم في زيادة سوء نوعية الهواء. نشر الباحثون دليلًا للتصميم مع اقتراحات مثل: تطوير الشرفات والمساحات المشمسة ومنازل جديدة ذات مساحة تجفيف وتدفئة وتهوية خاصة بها ومرافق الغسيل وتركيب أجهزة موفرة للطاقة.
يناقش الفريق النتائج التي توصل إليها مع سلطات الإسكان الاجتماعي بهدف اعتماد مقترحاته. تعمل سلطات الإسكان على تطوير المنازل الحالية وبناء منازل جديدة .
يرى الباحثون بأنه يلزم إجراء المزيد من التغييرات الشاملة بما في ذلك تحديث لوائح البناء وتطبيقها على جميع المساكن الجديدة. سيكون لهذه الخطوة فوائد كثيرة. يقول بورتيوس:
"يقدم بحثنا سببًا قويًّا يدفعنا لتغييرات في مجال الصحة والرفاهية والآثار الاقتصادية المرتبطة بها. نأمل أن يتم تعديل المعايير القانونية والاستشارية الحالية لنأخذها على عاتقنا لضمان بيئة معيشية صحية ومستدامة اقتصاديًا"..
المصدر