أصبح استخدام الفرشاة اليومية وخيط الأسنان من الأمور الهامّة عند الكثيرين. بالنسبة لمعظم البالغين، أصبحت عادات الحفاظ على نظافة الأسنان إحدى الصفات المترسخة فينا لكثرة الاعتياد عليها. يدفعنا هذا للتفكير ما إن كنّا نستخدم الطريقة الصحيحة لتنظيف أسناننا أم لا، ففعل ذلك بالطريقة الخاطئة له آثار مدمّرة على صحتنا. لهذا، ننصحك باستخدام هذه المشورة العلمية لمراجعة طريقة تنظيفك لأسنانك كي تشكرك أسنانك بدورها بعد ذلك.
أولا وقبل كل شيء، لنبدأ بالأخبار السيئة. يقول فيليب هوجول طبيب الأسنان وأستاذ صحّة الفمّ في جامعة واشنطن من كلية طب الأسنان بأنّه ليس هنالك دلالة مثبتة علميّاً على أنّ تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يقي من التسوس. مع ذلك، فإن الفلورايد الموجود في بعض معاجين الأسنان يعمل على تقوية الأسنان. إنّ أفضل طريقة لمحاربة تسوّس الأسنان هي تجنب السكريات وغيرها من الكربوهيدرات البسيطة قدر الإمكان. هذا لا يعني أن تتوقّف عن تنظيف أسنانك باستخدام خيط تنظيف الأسنان أيضاً، فكلاهما يعملان على الحفاظ على أسنانك نظيفة وجميلة ويزيل بقايا البروكلي أو غيرها من جزيئات الطعام العالقة بينها.
يؤكد هوجول بأنه وقبل أن يوصي أخصائيو الأسنان بإتباع إجراءات روتينية خاصة بنظافة الفم، يجب عليهم أولاً إجراء دراسات طويلة المدى لضمان أن تكون توصياتهم تمنع بالفعل مشاكل الأسنان ومدعومة بمعلومات علميّة موثوقة. لذلك، وفي أثناء انتظارنا لمثل هذا البحث، ما هي أفضل طريقة يجمع عليها العلم حالياً لاستخدام فرشاة الأسنان والخيط؟
يقول هجول إنه وبالنسبة لاستخدام الخيط، فإن الأشخاص الذين ليس لديهم حشوات أسنان أو عمليات إصلاح أخرى للأسنان سابقاً قد يحتاجون للخيط فقط للتخلّص من بقايا الطعام. يقترح هجول أيضاً أن تحاول أثناء استخدامك للخيط إتباع أكثر الطرق اعتدالاً، فيقول: "لا يجب على المرء السماح لخيط الأسنان بالدخول فجأة إلى منطقة ما بين الأسنان". بمعنى آخر، لا تجعل الخيط يدخل هذه المنطقة بسرعة مما يضرّ بلثتك، حيث إنّ قيامك بذلك سوف يجعل لثّتك تتقرّح لبضعة أيام.
إنّ الألم الناتج عن استخدام الخيط بهذه الطريقة ليس هو المشكلة الوحيدة، فتكرار هذه العمليّة سيجعل لثّتك تتراجع مع الوقت مما ينتج عنه فراغاً ما بين أسنانك. تسمى هذه الفراغات بالمثلثات السوداء الملتصقة. تبدأ هذه المناطق بتجميع الغذاء فيها مع الوقت ولا يمكن التخلص منها بمجرّد تشكّلها. من الممكن أن تصل هذه المشكلة لجذور الأسنان ممّا يضطرك للمواظبة على استخدام خيط تنظيف الأسنان لإزالة جزيئات الطعام التي تتجمع في تلك المناطق على الدوام. يقول هوجول أنّه ولتجنب كل هذه النتائج الضارة المحتملة يجب أن يتمّ إتباع إرشادات استخدام خيط التنظيف بحيث تتمّ العمليّة برفق قدر الإمكان من خلال نقطة الاتصال بين الأسنان، وبمجرد إزالة بقايا الطعام العالقة بهذه الطريقة تبدأ بجعل الخيط يقوم بمهمّته.
يوصي هجول بالنسبة لاستخدام الفرشاة باستخدام معجون الأسنان مع الفلورايد أثناء عمليّة التنظيف، حيث أُثبت أنّ الفلورايد يعمل على منع التسوّس. ومع ذلك، أنت تتخلّص من كميّة كبيرة من هذا الفلورايد حين تغسل فمك بالماء بعد ذلك.
أما بالنسبة للطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة فإنّه يجب عليك إتباع نفس طريقة استخدام خيط تنظيف الأسنان. عليك القيام بذلك برويّة، فلا تضغط بقوّة على الفرشاة لأنّ الهدف هو تطبيق الفلورايد على الأسنان في أثناء تخليصها من أي ترسّبات غير المرغوب فيها أو أيّ من بقايا الطعام.
في النهاية، من الأفضل لنا أن نحافظ على روتين العناية بالفم الخاص بنا بطريقة معتدلة قدر الإمكان حتى نحصل على بعض الدراسات الموثوق بها والقائمة على الأدلة العلميّة وطويلة المدى فيما يتعلّق بتأثير استخدام الفرشاة وخيط التنظيف على أسناننا. في نهاية المطاف، أنت تمتلك مجموعة واحدة فقط من الأسنان.
المصدر