ترتبط اللياقة القلبية والتنفسية الشاملة للشخص بمدى خطورة تطور الأورام الحميدة السابقة لسرطان القولون، حيث يمكن أن تنمو هذه الأورام لتتحوّل لسرطان القولون حسب دراسة جديدة من سنغافورة.
وجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يمتلكون مستويات لياقة قلبية وتنفسية منخفضة يعانون من إمكانيّة أكبر للإصابة بهذه الأورام والتي تدعى بالأورام الحميدة.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور فيكنيسواران ناماسيفايام طبيب أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى سنغافورة العام بأنّه لطالما حذّر الأطباء من ارتباط قلّة النشاط الجسدي بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. قام ناماسيفايام بتقديم نتائج الدراسة في الثامن من أيار في أسبوع أمراض الجهاز الهضمي وهو اجتماع علمي يركز على أمراض الجهاز الهضمي.
ركز الباحثون في الدراسة الجديدة على الأورام الحميدة السابقة للسرطان بدلاً من السرطان نفسه حيث أرادوا البحث عن علاقة ما بين لياقة الشخص وهذه الأورام لأنّ وجود هكذا علاقة "يدعم فكرة" أنّ اللياقة تلعب دوراً في تطوّر سرطان القولون والمستقيم حسب قول ناماسيفايم.
لقد قام الباحثون بقياس اللياقة القلبية والتنفسية للأشخاص بدلاً من الاكتفاء بسؤالهم عن المدّة التي يقضونها في القيام بهذه التمارين فقط حسب قول ناماسيفايام.
إنّ مفهوم اللياقة القلبية والتنفسية مفهوم مختلف عن النشاط البدني حسب ما قاله ناماسيفايام لمجلّة "علوم حيّة" Live Science، فعندما يتحدّث النّاس عن النشاط البدني، هم عادة ما يقصدون السلوك بدلاً من القياسات الحيويّة حسب قول ناماسيفايام، لكن اللياقة القلبية والتنفسية حسب قوله يمكن قياسها بطريقة موضوعيّة.
منظور آخر للاختلاف ما بين النشاط البدني واللياقة القلبية والتنفسية هو أنّه هنالك عوامل أخرى مثل العمر والجنس والجينات تؤثر على اللياقة القلبية والتنفسية بالإضافة إلى النشاط البدني كما يقول ناماسيفايام.
قام الباحثون في هذه الدراسة بقياس اللياقة القلبية والتنفسية ل 36 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم ما بين ال 45 وال 70 عاماً من بينهم 20 شخصاً يعانون من وجود أورام حميدة سابقة للسرطان و16 شخصاً لا يعانون منها.
ركز الباحثون على قياس معدّلات الأكسجين القصوى المستهلكة أثناء التمرينات التدريجيّة (VO2 max) وهو مقياس اللياقة البدنية المعتمدة على التمارين الهوائيّة والتي تهتمّ في مقدار الأوكسجين الذي يمكن للجسم الاستفادة منه في فترة زمنية معينة لتشغيل خلاياه بهدف تحديد مستوى اللياقة التنفسية والقلبية لكلّ شخص من عيّنة الدراسة. وجد الباحثون أنّه كلّما ارتفعت معدّلات الأكسجين القصوى المستهلكة أثناء هذه التمارين كلّما كان الشخص أكثر لياقة. تمّ قياس هذه المعدّلات عن طريق جعل المشاركين في الدراسة يتمرّنون على الدرّاجات الثابتة لحين وصولهم إلى مرحلة الإرهاق كما قال ناماسيفايام.
وجد الباحثون بأنّه كلّما زاد قياس معدّلات الأكسجين القصوى المستهلكة أثناء التمرينات التدريجيّة كلّما قلّت احتماليّة إصابة الشخص بالأورام الحميدة السابقة للإصابة بالسرطان. يقول ناماسيفايام بأنّ الدراسة قد توصّلت إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من الأورام الحميدة السابقة للإصابة بالسرطان "لديهم مستويات أقلّ من اللياقة القلبية والتنفسية مقارنة بالأشخاص الذين الذين لا يعانون من هذه الاورام".
تعتبر هذه الدراسة محدودة نسبيّاً الأمر الذي يتطلب مزيداً من الأبحاث لمساعدة العلماء على فهم العلاقة ما بين اللياقة القلبية والتنفسية وخطر الإصابة بالأورام السرطانية الحميدة حسب ما أشار إليه ناناسيفايام. ينبغي على الباحثين إيجاد آليات حيويّة بالإضافة إلى تكرار نتائج هذه الدراسة بهدف تفسير هذه الدراسة حسب ما قاله ناماسيفايام.
المصدر