لا تصل حرارة أجسادنا في العادة لأكثر من 37 درجة مئوية، لكن اتضح بأنّ الحرارة تصل ل 50 درجة سيلسيوس في داخل خلايانا.
تحرق خلايانا الغذاء في الأكسجين لإنتاج الطاقة. وعلى عكس النّار، تتضمّن هذه العمليّة المسيطر عليها جيّداً عدّة خطوات لكنّها لا تزال تنتج كميّة كبيرة من الطاقة.
بسبب حدوث عمليّة التنفّس داخل مساحة صغيرة في خلايا تسمى الميتوكوندريا، فإنّه لم يكن قياس مدى درجة الحرارة التي يصل إليها داخل هذه الخلايا خلال هذه العمليّة ممكناً. ومع ذلك، طوّرت العديد من فرق البحث حول العالم العام الماضي أصباغ تتلألأ بطرق مختلفة مع تغير درجات الحرارة.
يستخدم "بيير روستين" من في فرنسا وزملاؤه أصباغ طوّرت من قبل مجموعة في سنغافورة لقياس درجة الحرارة داخل الميتوكوندريا الموجودة في الكلية البشرية وخلايا جلدية حُفظت عند درجة حرارة 38 درجة مئوية. وجد الباحثون أن الميتوكوندريا تقوم بوظائفها عند درجات حرارة أعلى من بقيّة الخلايا الأخرى ما بين 6 إلى 10 درجات مئوية.
بينما تعدّ دراسة روستين الدراسة الأولى من نوعها والتي تبحث في درجة حرارة الميتوكوندريا على وجه التحديد، نشرت ورقة في شهر شباط من قبل فريق في اليابان تصف سلوك صبغة الفلورسنت تجاه الحرارة إلى أنّ حرارة الميتوكوندريا الموجودة في الخلايا السرطانية البشرية تتراوح ما بين 6-9 درجة مئوية أكثر من درجة حرارة خلايا أخرى.
يقول الباحث الكيميائي "نيك لين" في كلية لندن الجامعية ومؤلف كتاب عن الميتوكوندريا بأنّ النتيجة تبدو منطقية عند التفكير فيها.
يقول لين: "تعد الميتوكوندريا المصدر الرئيسية للحرارة، ولذلك فإنّه من المنطقي أن تكون درجة حرارتها أكبر من حرارة بقية الجسم، لا أعرف لماذا لم أفكر بذلك من قبل".
إذا كان الميتوكوندريا في الثدييات ومن المحتمل في الطيور أيضاً قد تطورت للعمل في درجات حرارة أعلى مما كنّا نتوقّع فقد يضطر علماء الأحياء إلى إعادة النظر في العديد من التجارب السابقة والتي كانت تفترض بأنها تعمل في درجة حرارة الجسم حسب ما قاله فريق روستين.
من المفترض أيضاً أن الميتوكوندريا تعمل في النباتات والحيوانات ذات الدم البارد في درجات حرارة أقل بكثير ولكننا لن نناقش هذا الآن.
يعاني النّاس بسبب خلايا الطاقة "الميتوكوندريا" من أمراض خطيرة أو حتى من الموت المبكر إذا حدث وورثوا خلل فيها. يمكن منع ذلك الآن عن طريق استبدال الميتوكوندريا في الجنين مع ميتوكوندريا من أيّ متبرّع آخر.
المصدر