بحث جديد يحدد التدخل العلاجي المحتمل لضعف الذاكرة والتهاب الأعصاب ومقاومة الأنسولين في الدماغ الناجمة عن ارتفاع الدهون ونظام غذائي مرتفع الفركتوز.
تُشير دراسة نشرت على الانترنت في مجلة FASEB (اتحاد الجمعيات الأمريكية لبيولوجيا التجارب) على الفئران أن (الإبيغالو- كاتيكين -3- حمض الغاليك) EGCG وهو أحد أنواع الكاتيكين والمكون البيولوجي الأكثر نشاطاً في الشاي الأخضر يمكن أن يخفف من ارتفاع الدهون وارتفاع الفركتوز (HFFD) الناتجان عن مقاومة الأنسولين والضعف الإدراكي. أشارت الأبحاث السابقة إلى قدرة EGCG على علاج مجموعة متنوعة من الأمراض البشرية، ولكن تأثيره في مقاومة الأنسولين والعجز المعرفي التي تظهر في الدماغ بسبب النظام الغذائي الغربي الذي يتميّز بارتفاع حصّة اللحوم الحمراء المعالجة والزبدة ومنتجات الألبان عالية الدسم والبيض والحبوب المكررة والبطاطا البيضاء والمشروبات ذات مستوى عالٍ من السكّر غير واضحة.
يقول "شويبو ليو" وهو باحث في كلية علوم الأغذية والهندسة بجامعة الشمال الغربي للزراعة والغابات (Northwest A&F University) في يانغلينغ في الصين: "يُعتبر الشاي الأخضر ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد الماء، ويُزرع في 30 دولة على الأقل". ويضيف: "قد تكون عادة شرب الشاي الأخضر القديمة بديلاً أفضل للطبّ عندما يتعلق الأمر بمكافحة السمنة ومقاومة الأنسولين وضعف الذاكرة".
قسّم ليو وزملاؤه فئران النوع C57BL/6J الذكور والبالغين من العمر 3 أشهر إلى ثلاث مجموعات على أساس النظام الغذائي:
1) مجموعة ضابطة (control group) تمّت تغذيتها بنظام غذائي قياسي.
2) مجموعة تمتّ تغذيتها بنظام غذائي HFFD.
3) مجموعة تمّت تغذيتها بنظام غذائي EGCG و 2 غرام من EGCG لكل لتر من مياه الشرب.
راقب الباحثون الفئران لمدة 16 أسبوعاً ووجدوا أنّ الفئران التي تمّت تغذيتها ب HFFD امتلكت وزناً أكبر من فئران المجموعة الضابطة في نهاية التجربة، وأعلى بكثير من الفئران التي تمّت تغذيتها ب HFFD+EGCG.
وجد الباحثون عند إجراء اختبار متاهة مياه موريس "Morris water maze test" وهو إجراء سلوكي يستخدم على نطاق واسع في علم الأعصاب السلوكي لدراسة التعلم المكاني والذاكرة أن الفئران في مجموعة HFFD قد استغرقت وقتاً أطول للعثور على المنصة مقارنة بالفئران في المجموعة الضابطة، وامتلكت مجموعة HFFD+EGCG وقت استجابة ومسافة هروب أقلّ بكثير من مجموعة HFFD في كل يوم من أيّام الاختبار.
قضت الفئران التي تمّ تزويدها ب HFFD وقتاً أقل في الربع المستهدف مقارنة مع فئران المجموعة الضابطة وعدد مرّات عبور أقلّ للمنصّة عندما تمت إزالة المنصة الخفية لإجراء تجربة التحقيق probe trial. أظهرت المجموعة HFFD+EGCG زيادة كبيرة في متوسط الوقت الذي تقضيه في الربع المستهدف وحققت عدداً أكبر من مرّات عبور المنصّة ممّا يُظهر أنّ ال EGCG من الممكن أن يحسّن من ارتفاع الفركتوز HFFD الناجم عن ضعف الذاكرة.
يقول "ثورو بيدرسون" الحاصل على درجة الدكتوراة ورئيس تحرير مجلة "FASEB" : "تمّ دعم العديد من التقارير والروايات المتناقلة والقائمة على البحوث إلى حدّ ما بواسطة هذه الدراسة المتميّزة".
المصدر