وجدت دراسة جديدة أنّ تناولك لعبوة كبيرة وباردة من المشروبات الغازيّة بعد تناول وجبة دسمة سيجعل جسدك يخزّن المزيد من الدهون مقارنة بشربك لأيّ شيء آخر لا يحتوي على السكّر.
أضاف الباحثون أنّ قدرة أجسام المبحوثين على حرق الدهون قد انخفضت عند تناول مشروب سكري إلى جانب وجبة غنية بالبروتين بنسبة يبلغ متوسطها %8 . أدّت المشروبات السكرية أيضاً إلى زيادة الرغبة بتناول الطعام بعد تلك الوجبة.
يقول "شانون كاسبرسون" وهو عالم وباحث في البيولوجيا في قسم البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الأمريكية في بيان صادر عن القسم: "لقد فوجئنا بتأثير المشروبات المحلاة بالسكر على عملية الأيض عند تناولها مع وجبات تحتوي على نسبة أعلى من البروتين".
يضيف كاسبرسون: "يزيد هذا الدمج ما بين المشروبات المحلاّة والبروتين أيضاً من رغبة المبحوثين في تناول الأطعمة اللاذعة والمالحة لمدة أربع ساعات بعد تناول الطعام".
أظهرت الأبحاث السابقة أنّ تجربة الأشخاص الذين يزيدون من حصّة البروتين التي يتناولونها تتغيّر تبعاً للطريقة التي يتمّ بها معالجة الطعام من قبل أجسادهم ومقدار الكميّة التي يتناولونها وفقا للدراسة التي تمّ نشرها في 20 تمّوز من عام 2017 في مجلة "بي أم سي للتغذية" BMC Nutrition .
تشير البحوث إلى أنّ تناول نسبة أعلى من البروتين يرتبط بزيادة في قدرات الجسم على حرق الدهون.
تشير النتائج الجديدة إلى أن إضافة المشروبات السكرية إلى كمية عالية من البروتين قد يكون لها تأثير معاكس، فقد تؤدي المشروبات الغنية بالسكر إلى إبطاء حرق الجسم للدهون.
بغرف العزل، قام الباحثون بدراسة 27 من الشباب الأصحاء حيث قاموا بتقديم وجبات خاصة لهم ثم قاموا بمراقبتهم أثناء تواجدهم في غرف معزولة خاصة تسمى "غرف قياس السعرات الحرارية" room calorimeters. تحتوي الغرف على سرير ومرحاض ومغسلة وبعض قطع الأثاث الأخرى بالإضافة إلى معدات لقياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون جنباً إلى جنب مع درجة الحرارة وضغط الهواء. سمحت هذه القياسات للباحثين بحساب كيفية تأثير الأطعمة التي تناولها المشاركون على عملية التمثيل الغذائي الخاص بهم بما في ذلك عدد السعرات الحرارية التي تمّ حرقها وكيف تمّ تفكيك الدهون والبروتين والكربوهيدرات في أجسادهم.
قضى المشاركون فترتين تبلغ مدّة كلّ منهما 24 ساعة أثناء عزلهم في الغرف. بدأت كل فترة من هذه الفترات في الساعة الرابعة مساءًا. حصل كلّ مشارك على وجبة العشاء في الساعة الخامسة مساءًا. صام المشاركون بعد ذلك حتى الإفطار في صباح اليوم التالي.
قٌدِّمت وجبات الإفطار والغداء والتي تحتوي كل منها على %15 من البروتين للمشاركين خلال فترة الإقامة في الغرفة. تم تقديم كل وجبة مع مشروب محلّى يحتوي إما على السكر أو التحلية الصناعيّة، فإذا تم تقديم المشروب مع السكر في وجبة الإفطار، يتلقّى المشارك عندها المشروب المحلى صناعيّاً عند الغداء. أتاح ذلك للباحثين معرفة ما إذا كان هناك أي فرق بين عمليّة التمثيل الغذائي للوجبة التي يتمّ دمجها بالسكّر أو تلك التي تقدّم بدون السكّر.
تمت مراقبة المشاركين لمدة 4 ساعات بعد وجبتي الإفطار والغداء. تمكن الباحثين خلال ذلك الوقت من رؤية كيفيّة استجابة الجسم للوجبة.
تمّ تقديم وجبات الإفطار والغداء والتي تحتوي كل منها على بروتين بنسبة %30 للمشاركين أثناء إقامتهم خلال الدورة الثانية في الغرفة.
وجد الباحثون أنّ قدرة المشاركين على حرق الدهون في الوجبات المقدّمة مع مشروب محلّى بالسكّر كانت أقلّ بنسبة %8 مقارنة مع قدرتهم على حرق الدهون عند تقديم الوجبة مع المشروبات المحلاة صناعيّاً. لم تساهم المشروبات المحلّاة بالسكّر بجعل المشاركين يشعرون بالشبع بعد تناول الوجبة رغم أنّها أضافت عدداً أكبر من السعرات الحراريّة لأجسادهم مقارنة بنظيرتها.
يبدو أن المشروبات السكرية تقلل من حرق الدهون في الجسم ولا تساهم في الشعور بالشبع الكامل. يقول كاسبرسون أنّ النتائج: "توفر مزيداً من المعرفة بخصوص الدور المحتمل الذي تلعبه المشروبات المحلاة بالسكر والذي يُعتبر أكبر مصدر للسكر في النظام الغذائي الأمريكي في زيادة الوزن والبدانة".
هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث التي تضمّ مزيداً من الأشخاص على مدى فترة أطول لتأكيد النتائج.
المصدر