تحدث الحساسيّة من الطعام عندما يخطأ جسمك في تعريف البروتين في بعض الأطعمة ويصنّفه كمادّة مضرّة بالجسم وينتج عن ذلك ردّة فعل تحسسيّة جرّاء مقاوم الجسم لهذا البروتين الذي بنظره هو بروتين ضار. الحساسيّة من الشوكولاتة هي نوع نادر من الحساسيّة لكنّها تحدث، ولم يتمّ عمل الكثير من الدراسات على المصابين بهذا النوع من الحساسيّة حتّى الآن. عادة، عندما يتعرّض الأشخاص لردّ فعل تحسّسي من تناول الشوكولاتة فإنّ البعض منهم يؤكّد (وحتّى الأطباء في بعض الأحيان) أنّهم يعانون من حساسيّة تجاه الشوكولاتة حتّى وإن كانوا يعانون من شيء آخر.
فما هي أعراض هذا النوع من الحساسيّة؟
- الصداع أو الشقيقة "الصداع النصفي": واحد من أهمّ أكثر أعراض الحاسسيّة تجاه الشوكولاتة.
- حكّة وتورّم في الفمّ أو اللسان أو الشفتين.
- تحسّس الجلد والأكزيما، القشعريرة، تورم واحمرار الأطراف أو الوجه.
- الألم والغثيان والتقيّؤ والإسهال (أعراض الجهاز الهضمي).
- سيلان الأنف أو انسداده، السعال، العطس، و وصعوبة في التنفس (أعراض الجهاز التنفسي).
- انخفاض في ضغط الدم، الدوار، والإغماء (أعراض القلب والأوعية الدموية).
ممّا يجب ملاحظته أنّه إذا عانيت بعض هذه الأعراض بعد تناول الشوكولاتة فلا يعني ذلك بالضّرورة أنّك مصاب بالحساسيّة تجاهها، فقد يكون الأمر أحياناً تحسس تجاه أحد أنواع الأطعمة الأخرى وأكثرها شيوعاً حساسيّة تجاه الحليب أو البيض أو الفول السوداني أو البندق والقمح، وتشكّل ما يصل ل %90 من مجموع أنواع الحساسيّة ضد الأطعمة. أحياناً، قد تكون هذه الأعراض هي أعراض عدم قدرة الجسم على هضم الشوكولاتة، أو قد تحتوي الشيكولاتة التي تناولتها على أحد الأطعمة المسببة للحسايّة سابقة الذكر، فحتّى وإن تأكّدت من محتويات قطعة الشوكولاتة التي تتناولها ووجدتها خالية من أيّ من هذه الأطعمة، مجرّد احتماليّة مرور قطعة الشوكولاتة هذه في نفس الآلة التي صنعت أنواع تحتوي على هذه الأطعمة قد تكون مسبّباً للحساسيّة.
إنّ أعراض عدم قدرة الجسم على هضم غذاء معيّن شبيهة جدّاً بأعراض الحساسيّة، لكن في حالة عدم القدرة على الهضم فإنّ الخلل يكون في جهازك الهضمي ولا علاقة له في جهازك المناعي. إنّ الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إن كنت مصاباً بحساسيّة الشوكولاتة هو الذّهاب إلى مختصّ في هذا المجال وإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص. من أهمّ هذه الفحوصات وأكثرها دقّة هو
"تحدّي الطعام والبلاسيبو المجهولين" أو"a double-blind placebo-controlled food challenge" وهو أفضل أنواع الاختبارات في هذا المجال حيث يتلقّى المريض جرعات إمّا من المادّة التي يشكّ بتحسسه تجاهها أو البلاسيبو "مادّة وهميّة"، وبما أنّ كلا المادّتين تبدوان متشابهتين تماماً، فلا يمكن لا للمريض ولا للطبيب أن يفرّقا بينهما، ومن هنا جاء اسم التحدّي" المجهولين" أو"double-blind" . مثلاً، إن كان هنالك شكّ في تحسّسك من الحليب، سوف تتناول قطعتين من الهامبورجر، إحداهما تحتوي على قليل من بودرة الحليب دون أن تعرف أنت أو الطبيب أيّ منهما هي هذه القطعة، ميّزة هذا الاختبار هي أنّ عدم معرفة أيّ المادتين سيتناول المريض لن تسبب له القلق وأيضاً لن تؤثر على الحكم المسبق عند الطبيب فتكون النتائج أكثر موضوعيّة والتشخيص أكثر دقّة.
المصدر