يُشخِّر الكثير من الناس أثناء نومهم، وهو ما يُقلق منام أفراد العائلة الآخرين، وأحيانًا ما يتسبَّب ذلك فيضررٍ شديدٍ لصحتهم وقُدرتهم على النوم، فما الذي يُسبِّب الشخير؟
يَحدُث الشخير حينما يُسحَب الهواء إلى داخل الرئتَين، إما عبْر الأنف (والفم مغلق) وإما عبْر الأنف والفم معًا. يتدفَّق الهواء عبر الحنك الرَّخو، وهو الجزء الرَّخو الذي يُشكِّل الجزء الخلفي من سقف الفم (يمكنك رؤيتها إذا نظرتَ داخل فم أحدِهم).
إذا كان الهواء يتدفَّق عبْر الأنف فقط، فإنه يدخُل الحلق وصولًا إلى الجزء العلوي من الحنك الرَّخو؛ وإذا تجاوزتْ سرعة الهواء قيمةً حرجة بعَينها، يجذب الهواء الحنك الرَّخو تجاه الجزء الخلفي من الحلق، وهو ما يُعرقل تدفُّقَه جزئيٍّا. يهبط سقْف الحلق أولًا على اللسان ثم يعود إلى وضعه الأصلي. ولكن إذا حدَث التدفُّق عبْر الأنف والفم بدلًا من ذلك، يمرُّ الهواء على جانبَي الجزء العلوي والسُّفلي للحنك الرَّخو. في هذه الحالة، يهبط الحنَك الرخو بين الجزء الخلفي من الحلق واللسان ويُعرقل الهواء الذي يتدفَّق عبْر الأنف والذي يتدفَّق عبْر الفم بالتناوب. يُمكنني أن أصُدِر صوت الشخير (شخيرًا مسرحيٍّا، كما لو كنتُ أمُثِّله في مسرحية) ، من خلال استنشاق الهواء بشدَّةٍ من أنفي وفمي. تتسبَّب العرقلة التي يُحدثها خفقان الحنك الرَّخو في أن يتذبذب الهواء بدَوره، وهو ما يجعل فتحتَي أنفي تهتزَّان.
تُنتِج حركة الحنك الرخو والاضطراب الذي تُحدِثه موجاتٍ صوتيةً في الحلق. إذا أحدثت هذه الموجات رنينًا في الحلق أو في المنطقة التي تشمل الحلق والفم والأنف، يمكن إذن أن يكون الصوت مرتفعًا بما يكفي لإيقاظ أفراد العائلة.
السبب الثالث لحدوث الشخير هو حركة الطيِّ المُنتظمة للبلعوم (وهو الجزء العلوي المرن القابل للطيِّ من الحلق فوق الحنجرة مباشرةً). تُعطِّل حركة الطي التي تُغلِق وتُعيد فتح البلعوم تدفُّق الهواء وتُحدِث اضطرابًا يُنتِج موجاتٍ صوتية.
المصدر : كتاب The Flying Circus – J. Walker of Physics