هل يلحّ عليك أصدقاؤك كي تقوم بالتمارين الريّاضيّة؟ حسناً، ليس عليك الآن سوى أن "تهتز"، حرفيّاً. فحسب دراسة في مجلة "علم الغدد"، ساعد الاهتزاز ذكور الفئران التي كانت تعاني من نقص هرمون اللبتين "leptin" والذي يلعب دوراً هاماً في استهلاك الطّاقة وتنظيم استهلاكها عن طريق التحكّم بالشهيّة والأيض والتمثيل الغذائي في الحفاظ على وزن الجسم والمساعدة على التخلّص من الوزن الزائد.
إنّ إهتزاز الجسم بالكامل ينقل الطاقة للجسم عن طريق انقباض وارتخاء العضلات عدّة مرّات في الثانية، تساعد هذه العمليّة كما يقول العلماء على تحفيز الهرمونات والقلب والأوعيّة الدمويّة بالإضافة إلى النّظام العصبي. ولأنّ الدراسات السابقة كانت قد أظهرت تأثيرات إيجابية على الأيض، فقد عكف العلماء على دراسة ما إذا كانت هذه العمليّة بنجاعة التمارين الريّاضيّة في معالجة حالات البدانة والسكّري.
تخيّل مثلاً أن تجلس أو تقف أو تستلقي فقط لا غير على آلة الاهتزاز بدلاً من السير على الرصيف جيئة وذهاباً.
إنّ أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة، وتقريباً 30 مليون من الأمريكيين كذلك يعانون من مرض السكّري. إنّ العلاقة كبيرة ما بين الأمرين، فحسب الجمعيّة الأمريكيّة للسكّري فإنّ نسبة %85.2 من مصابي سكّري النوع الثاني يعانون من ازدياد الوزن أو السمنة. في هذه التجربة، يظهر بأنّ كلتا الفئتين من الفئران الأولى ذات الوزن الطبيعي والثانية التي تعاني من السمنة قد أتمّوا 12 أسبوعاً من تمارين الاهتزاز لمدّة 20 دقيقة يوميّاً و 45 دقيقة على آلة المشي الخاصّة بتجارب الفئران والرّاحة.
توصّل العلماء إلى أنّ آلة الاهتزاز هذه تشابه فوائدها فوائد التمارين الريّاضيّة المنتظمة لصحّة العضلات العظام وقد تساعد على زيادة الأيض عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة، حيث إنّ الفئران السمينة التي أجريت عليها التجربة وتمرّنت على آلة الاهتزاز كسبت وزناً أقلّ من التي لم تبذل أيّ مجهود. في الحقيقة، فوائد زيادة الأيض كانت مشابهة إلى حدّ كبير للركض على آلة المشي الخاصّة بتجارب الفئران.
النتائج سابقة الذكر هي خاصّة بالفئران حتّى الآن، أمّا تأثيرها على البشر فلا زال قيد البحث. في عام 2004 قام فريق من العلماء بمقارنة نتائج التمارين الريّاضيّة العاديّة مع نتائج استخدام آلة الاهتزاز على عيّنة من 48 امرأة غير متدرّبة من قبل. وجدت النتّائج التي نشرت في المجلة الدولية للطب الرياضي أنّه لم تظهر أيّة تغييرات في الوزن أو نسبة الدهون أو سمك طبقات الجلد للفريق الذي استخدم آلة الاهتزاز، بالرغم من ذلك، فقد أظهرت نتائج هذا الفريق أنّ استخدام آلة الاهتزاز قد قلّل من تأثير التقدّم الزمني أو العمري على العضلات الهيكليّة. من يعلم، ربّما تختلف فاعليّة آلة الاهتزاز من الفئران إلى الإنسان.
المصدر