من الشائع اعتبار الستيرويد مضرّاً بالصحّة، وهناك الكثير من الفضائح التي طالت بعض الرياضيين بسبب استخدامهم لهذه المنشطات. ما هي آلية عمل هذه المنشطات؟ وهل هو حقّاً مضرّ بالصحّة؟
يوضّح المضيف في هذا الفيديو من مختبر BBC الأرضي "BBC Earth Lab" كلّ ما تحتاج لمعرفته عن منشطات الستيرويد البنائي وهي منشطات تعمل على زيادة البروتين داخل الخلايا وخاصة العضلات.
من النّاحية الكيميائيّة، الستيرويد هو أيّ جزيء عضوي مكوّن من 17 ذرة كربون ومرتبة في أربع حلقات. هناك العديد من العناصر التي تتصل بهذا المركّب وهو ما يحدد نوع الستيرويد الناتج عنها، وهناك العديد من أنواع الستيرويد الطبيعي والتي تمتلك تأثيراً على أجسادنا مثل الكوليسترول وهرمون التستوستيرون الذكوري.
من الجدير بالملاحظة أنّ الستيرويد الصناعي يختلف عن الستيرويد الطبيعي، ويتمّ وصفه عادة لعلاج الربو ومتلازمة القولون العصبي. تعدّ جزيئات الستيرويد البنائي مشابهة في تركيبها ووظيفتها للتستوستيرون.
تعدّ الهرمونات الجنسيّة الذكوريّة وسائل كيميائيّة متصلة بالمستقبلات الخلوية لجعل أشياء معينة تحدث في مواقع معينة في أجسادنا. على سبيل المثال، يعمل التستوستيرون على تشكيل الصفات والخصائص الذكوريّة كنموّ اللحية والعضلات والعظام عند الرّجال عن طريق البروتينات. يفرز جسم الرّجل كميّات أكبر من جسم الأنثى وهو ما يجعله يمتلك كتلة عضليّة أكبر من النّساء. يوجد مقدار معيّن لكميّة التستوستيرون التي ينتجها الجسم وذلك يعني أيضاً بأنّ هنالك كميّة عضليّة معيّنة يمكن للإنسان أن يحصل عليها.
يمكن استخدام منشطات الستيرويد البنائي الصناعيّة لتحفيز وصول الذكور إلى سنّ البلوغ أو لعلاج بعض الأمراض التي تسبب خسارة الجسم للوزن مثل أمراض السرطان أو الإيدز، لكنّه يستخدم أيضاً بطريقة غير قانونيّة من قبل بعض الأشخاص للحصول على كتلة عضليّة أكبر. يحقن هؤلاء الأشخاص أنفسهم بشكل متواصل أو يقومون بابتلاع أقراص تحتوي على كميّة أكثر ب 10-100 مرّة من الجرعة الطبيّة الموصى بها بهدف الحصول على جسد أقوى.
كيف يحصل ذلك؟ حين نتدرب، كتدريب القوّة مثلاً، فإنّ عضلاتنا الهيكليّة والمصنوعة من الألياف العضليّة تُقطع، ولجعل هذه العضلة تعمل بشكل جيّد، يجب علينا أن نصلح ذلك، وهو ما يجعلنا نحتاج للمزيد من البروتينات لتعزيز قوّة الألياف وجعلها أسمك وأقوى من قبل.
يزداد حينها حجم العضلة في عمليّة تعرف بتضخّم العضلات، لكن لهذه العمليّة حدّ معيّن، لأنّ مستويات التستوستيرون تحدّد إلى أيّ مدى سوف تنمو هذه العضلات. لكنّ منشطات الستيرويد البنائي تسمح بإنتاج معدّلات أكبر من البروتين في الجسم الأمر الذي يسمح للعضلات بالنموّ بصورة أكبر من الحدّ السابق. يجب عليك أثناء هذه العمليّة أن تمارس التمارين بطريقة صحيحة وأن تتناول المزيد من البروتين، حيث حدّد العلماء ذلك عن طريق إجراء دراسات على الفئران وذهبوا في الأمر أبعد من ذلك حيث قاموا ببناء آلة قرفصاء للفئران.
للأسف، لا يؤثر الستيرويد على المنطقة التي تستهدف العمل عليها فقط كعضلة الذراع مثلاً، فإنّ ضخّ كميّات كبيرة من الستيرويد للجسم يؤدي إلى آثار سلبيّة كظهور حبّ الشباب والإصابة بضغط دم مرتفع والصلع وضعف الانتصاب وانكماش الخصيتين، يحدث هذا لأنّ الجسد يتعرّض لكميّات غير طبيعيّة ولا يستطيع أن يفصل العضلات التي تريد التركيز عليها عن باقي عضلات الجسم. قد يؤثر الستيرويد على الدماغ أيضاً ويسبب حالة من العدوان المفرط والذي يدعى بنوبة غضب الستيرويد "roid rag" الناتجة عن الإفراط في تناوله.
يحاول البعض تفادي هذه النتائج عن طريق الحفاظ على مستوى التدريب كالقيام بالتبديل وهو ما ينطوي عليه أخذ استراحة من استخدام الستيرويد. هناك طريقة أخرى وتدعى بالتكدّس وتعني الجمع بين العديد من المنشطات المختلفة عن طريق زيادة الجرعة بشكل هرمي مع الوقت، لكن لم يتمّ اثبات نجاعة أي من هذه الطرق علميّاً.
شاهد الفيديو الملحق من ال BBC لمعرفة معلومات أكثر عن هذا الموضوع.
الفيديو:
المصدر