يبدو فقدان الوزن أمراً هيّناً لو استطعت أن تعطّل حاسّة الشمّ لديك أثناء تناولك لطبق شهيّ من اللحم المقدد. نشرت إذاعة سي بي اس نيوز CBS News بأنّ هنالك دراسة جديدة كشفت عن أنّ الفئران الفاقدة لحاسّة الشمّ فقدت الوزن بطريقة أكبر من الفئران التي تتمتّع بالقدرة على شمّ الطعام الذي تتناوله. هذا ما يجعلنا نعتقد بأنّ حاسّة الشمّ القويّة قد تكون السبب وراء إفساد حميتك الغذائيّة.
تبعاً للمعلومات الجديدة، فإنّ الفئران التي تمتلك حاسة الشمّ كانت قد اكتسبت ضعف الوزن الذي اكتسبته الفئران التي تفتقد لحاسّة الشمّ. بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك عدد من الفئران التي تمتلك حاسّة شمّ قويّة تمّ مقارنتها مع الفئران الفاقدة لحاسّة الشمّ. اكتسبت الفئران التي تمتلك حاسّة شمّ أقوى من المعتاد وزناً أكبر حتّى من الفئران التي تمتلك حاسّة شمّ عاديّة.
قالت مؤلفة الدراسة سيلين ريرا لإذاعة السي بي اس CBS: "تعدّ هذه الدراسة واحدة من أوائل الدراسات التي تُظهر بأنّه إذا ما قمنا بالتلاعب بالمدخلات الشميّة فسنستطيع عندها تغيير طبيعة استقبال الدماغ لتوازن الطاقة وكيفيّة تنظيمه لهذه الطاقة".
تعتقد ريرا بأنّ النتائج الجديدة تبشّر بمستقبل واعد لعلاجات فقدان الوزن. تقول ريرا للإذاعة: "ما يميّز الأعصاب الشميّة هو أنّها فريدة من نوعها، فهي لا تقع في الدماغ ولكن في الأنف، لذلك، ربّما نستطيع في المستقبل أن نقوم بتعطيلها بطريقة غير جراحيّة، وقد يساعدنا تعطيل هذه الأعصاب لعدّة أشهر على مساعدة الأشخاص على فقدان الوزن".
يقول "أندرو ديلين" مؤلّف الدراسة الأوّل وأستاذ في معهد هوارد هيوز الطبي في ماريلاند بأنّه لو صحّت هذه النتائج على الإنسان فهذا سيفتح المجال على مصراعيه أمام الباحثين لإيجاد بدائل جديدة لمقاييس عالية جدّاً كإجراء جراحات لعلاج البدانة. يقول ديلين للسي بي اس: "قد تساعدنا هذه الدراسة على تعطيل حاسّة الشم عند مجموعة من النّاس لبضعة أشهر، كستة أشهر مثلاً، إلى حين إعادة ضبط عمليّة الأيض في أجسادهم ومن ثمّ نسمح لهذه الأعصاب بالنموّ مرّة أخرى".
تظهر هذه الدراسة أيضاً مدى تعقيد عمليّة فقدان الوزن، فبينما يعتقد الكثيرون بأنّها تتعلّق بحرق سعرات حراريّة أكثر من تلك التي تدخلها إلى جسمك، توضّح هذه الدراسة بأنّ هذا ليس كلّ ما في الأمر.
يقول ديلين: " يلعب نظام الاستشعار في الجسم دوراً كبيراً في عمليّة الأيض، فالوزن الزائد ليس نتيجة للسعرات الحراريّة التي تدخل إلى أجسامنا فحسب، ولكنّه مرتبط أيضاً بكيفيّة تفسير دماغنا لماهيّة هذه السعرات".
يقول موقع "سلطة التغذية" Authority Nutrition بأنّه يتمّ تبسيط العمليّة عند الحديث عن السعرات التي تدخل إلى الجسم أو تخرج منه، السبب في ذلك هو كون الأطعمة تختلف في تأثيرها على أجسادنا أثناء عمليّة معالجتها وتحويلها إلى الطاقة التي نقوم باستخدامها.
تؤكد دراسة أخرى في مجلّة هارفرد Harvard Magazine بأنّ السعرات الحراريّة لا يتمّ تكوينها بنفس الطريقة.
يقول الدكتور "ديفيد لودفيغ" الذي يقوم بتدريس طب الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد والتغذية في كلية الصحة العامة بالجامعة بأنّ مشاكل الوزن لا تنجم عن استهلاك سعرات حراريّة أكبر من التي يحتاجها الجسم، فهرمون الأنسولين هو المسئول الأوّل عن هذه المشاكل.
يضيف لودفيغ: "نحن ندرك بأنّ الإفراط في علاج الأنسولين للسكري يسبب زيادة في الوزن، ويتسبب نقصانه في نقصان الوزن أيضاً، ونعلم كذلك بأنّه يمكن اعتبار الكربوهيدرات المكررة بشكل كبير وسريعة الهضم أكثر الأطعمة التي نتناولها إنتاجاً للأنسولين".
بالرغم من أنّ كون فقدان الوزن أمراً معقّداً، إلّا أنّ الأطباء يتفقون على أنّ أفضل طريقة لفقدانه تكون بتناول غذاء متوازن مع كميّة كبيرة من الخضار والبروتينات الخالية من الدهون والفواكه بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضيّة.
المصدر