يقول الباحثون أنّ النساء في مرحلة ما بعد سن اليأس واللواتي يمتلكن تاريخ مرضي قد يكنّ أكثر عرضة لأنواع معينة من السرطان مثل سرطان المريء والمرارة.
تُشير دراسة نشرت في دوريّة "علم أوبئة السرطان والأدلّة الحيوية والوقاية" Cancer Epidemiology, Biomarkers and Prevention إلى أن مرض اللثة قد اعتبر بالفعل صاحب علاقة بمرض السرطان.
من غير المفهوم مع ذلك كيفيّة قيام الجراثيم المسببة لأمراض اللثة بالانتقال إلى مواقع أخرى.
تُشير النظريات إلى أن هذه الجراثيم قد تصيب الأنسجة الموجودة في المريء أو القولون عن طريق ابتلاعها مع اللعاب على سبيل المثال. يمكن أن تنتقل هذه الجراثيم عن طريق الدورة الدموية أيضاً. يشير الباحثون إلى أنّ تقارير علمية أخرى قد عمدت بالفعل إلى عزل هذه الجراثيم في أجزاء مختلفة من الجسم كالغدد الليمفاوية والشرايين وتم الكشف عنها في آفات ما قبل السرطان في القولون وفي سرطانات المريء والقولون.
يقول الباحثون في جامعة بوفالو في ولاية نيويورك بأنّ هناك نقص في البحوث التي تدرس أمراض اللثة كعامل مهمّ بموضوع خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء الأكبر سناً. قام الباحثون بتحليل بيانات 65,869 امرأة بعد انقطاع الطمث واللواتي التحقن في دراسة مراقبة صحة المرأة (WHI-OS)وهي دراسة أمريكية جارية تهدف إلى التحقيق في العوامل التي تؤثر على مخاطر المرض والوفاة لدى النساء الأمريكيات الأكبر سناً.
كانت معظم المشاركات في هذه الدراسة من النساء البيض غير المنحدرات من أصل هسباني والبالغات من العمر ما بين ( 54 - 86 ) سنة. بلغ متوسط العمر في هذه الدراسة 68.3 سنة.
التحقت تلك النساء سابقاً في برنامج الصحة العالمية (WHI-OS) بين عامي 1994 و 1998 وتم جمع البيانات الأساسية على شكل استبيانات وقياسات جسديّة ومن خلال عيّنات الدم أيضاً. سئلت النّساء المشاركان في استبيان متابعة الصحة في السنة الخامسة بعد الالتحاق (بين عامي 1999 و 2003) كجزء من الاستبيان: "هل أخبرك طبيب الأسنان أو طبيب صحة الأسنان في أي وقت مضى أنّك تعانين من أمراض اللثة؟".
تم تجميع النتائج في عام 2013 مع فترة متابعة قصوى مدتها 15 عاماً.
نتائج الدراسة
أظهرت البيانات أنّه ومن بين 65,869 امرأة مشاركة في هذه الدراسة فقد أبغلت 17,103 امرأة عن إصابتهن بأمراض اللثة وقد تطورت السرطانات بحلول عام 2013 لدى 7,149 امرأة.
أبلغت النساء اللواتي يعانين من أمراض اللثة عن وجود تاريخ للتدخين لهنّ أو أنهنّ كنّ قد تعرّضت للتدخين السلبي وشرب الكحول واستخدام العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) وتشخيصهنّ بالسرطان.
وجد الباحثون أن %14 من النساء اللواتي أبلغن عن أمراض اللثة كنّ يعانين أيضاً من ارتفاع نسبة خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.
تفيد التقارير بأن خطر الإصابة بالسرطان الكلي في النساء اللواتي يعانين من أمراض اللثة واللواتي كنّ "غير مدخنات" ما زال "كبيراً وغير ثابت إلى حد كبير" من النّاحية الإحصائيّة.
كان سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا ويليه سرطان الرئة وسرطان القولون.
وجد الباحثون عند تعديل الإحصاءات لتأخذ في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على مخاطر السرطان مثل العمر والتدخين ومؤشر كتلة الجسم (BMI) وتاريخ مرض السكري واستخدام العلاج بالهرمونات البديلة أن النساء اللواتي عانين من وجود أمراض اللثة كانت لديهنّ مخاطر أعلى للإصابة بسرطان المريء والمرارة.
أفاد الباحثون أيضاً بعدم وجود صلة بين أمراض اللثة وسرطانات البنكرياس والكبد وأعضاء الجهاز الهضمي السفلي أو الشفاه والتجويف الفموي والبلعوم.
يقول الباحثون أيضاً أنّ نتائجهم "تدعم مجموعة متزايدة من الأدلة على أن مرض اللثة مرتبط بمخاطر السرطان". تتماثل النتائج مع نتائج دراسة أمريكية مماثلة على الذكور والتي خلصت
إلى أن هناك زيادة بنسبة %14 في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام بين الرجال المصابين بأمراض اللثة.
أشار الباحثون إلى أنّ هناك بعض القيود لهذه الدراسة. تشير هذه الدراسة مثلاً إلى أن التدخين هو عامل خطر راسخ لسرطان المريء وحتى بعد إجراء التعديلات على ذلك العامل فلا يزال عاملاً مساهماً في المرض.
أعربت "كلير هايد" وهي مسئولة المعلومات الصحية في مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة عند مراجعة ورقة البحث هذه عن شكوكها في أن البحوث تقدم دليلاً على وجود صلة بين أمراض اللثة وبعض أنواع السرطان. توضّح هايد ذلك بقولها: "قد تكون هناك عوامل أخرى تؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة بالسرطان، لذلك نحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم مدى الدور الكبير الذي تلعبه الفرصة في هذا الموضوع".
تكمل هايد قائلة: "هناك الكثير من الأدلة التي تثبت أنّ عدم التدخين والحفاظ على وزن صحي وشرب كميات أقل من الكحول وتناول طعام صحي ومتوازن قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
تضيف هايد: "يجب على أيّ شخص يشعر بالقلق بخصوص خطر الإصابة بأمراض اللثة أن يقوم بمراجعة طبيب الأسنان".
المصدر