الافتقار إلى الموارد في الأحياء المفصولة عرقيّاً يمتلك تأثيراً صحيّاً على الأفراد.
تأثير موقع سكنك على صحّتك دراسة جديدة تؤكّد أنّ الانتقال من حي مفصول عرقيّاً إلى حي أقلّ تمييزاً يرتبط بانخفاض ضغط الدم الانقباضي بين البالغين السود.
إن الانتقال من حي مفصول عرقيّاً يرتبط بانخفاض ضغط الدم عند البالغين السود وفقاً لدراسة جديدة. تُضيف نتائج هذه الدراسة إلى تزايد الأدلة على وجود علاقة بين نقص الموارد في كثير من أحياء السود والظروف الصحية السيّئة بين سكانها كالسكّري والبدانة.
يقول الباحثون في تقرير نُشِر على الانترنت في الخامس عشر من أيّار لعام 2017 في دوريّة " جاما للطب الباطني" JAMA Internal Medicine أنّ ضغط الدم الانقباضي، وهو الضغط الحاصل في الأوعية الدموية عند خفقان القلب، قد انخفض عند البالغين السود الذين غادروا الأحياء المفصولة عنصريّاً ليصل إلى متوسط يبلغ أكثر من1 ملم زئبقي بقليل. يمكن أن يُقلل هذا الانخفاض وإن كان صغيراً من إجمالي حالات قصور القلب ومرض القلب التاجي.
يقول "توماس لافيست" وهو عالم الاجتماع الطبي بجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة والذي لم يشارك في الدراسة: "إنها الظروف الاجتماعية، وليس الفصل نفسه، هو الذي يُنشئ العلاقة بين الفصل وضغط الدم". يضيف لافيست: "إنّ كون ارتفاع ضغط الدم ليس مجرد حالة وراثيّة بحتة" يعني ذلك أن التفاوت في الصحة العرقية "يمكن علاجها. تُظهِر هذه الدراسة أنّ هذه الحالة ليست بالضرورة متأصّلة في حمضنا النووي، فهي قد تكون موجودة في الحمض النووي الاجتماعي".
يمكن أن يؤثر الفصل العنصري على جودة المدرسة في الحي وفرص العمل أو حتى ما إذا كان هناك متجر بقالة كامل الخدمة في مكان قريب من مكان السكن. تقول "كياري كيرشاو" وهي عالمة الأوبئة في كلية الطب بجامعة شيكاغو في فاينبرغ في شيكاغو: "إن السياسات الاجتماعية التي تحسن من وصول السكان إلى التعليم والعمل والأغذية الطازجة يمكن أن يكون لها آثاراً غير مباشرة على الصحة".
فحصت كيرشاو وزملاؤها بيانات من دراسة تتضمّن كيفية تطوّر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم ما بين
( 18 – 30) عاما والذين تم اختيارهم من أربعة أماكن مختلفة وهي شيكاغو ومنيابولس وأوكلاند وكاليفورنيا وبرمنغهام في ألاباما. درس الباحثون قراءات ضغط الدمّ لدى (2280) مشاركاً من المواطنين السود. سجّل الباحثون هذه النتائج ستّ مرّات على مدى أكثر من 25 عاماً. تمّ تدورين عناوين المشاركين عند كلّ قراءة من تلك القراءات. تقول كيرشاو إن تصنيف الحيّ كحيّ مفصول عرقيّاً بمدى مرتفع أو متوسط أو منخفض قد استند إلى نسبة السكان السود في ذلك الحي مقارنة بالمناطق الحضرية أو المقاطعات الكبرى.
يقول الباحثون أنّ 1861 مشاركاً كانوا يعيشون في أحياء شديدة العزل في بداية الدراسة في منتصف الثمانينيات. يقول الباحثون أنّ الانتقال المؤقت إلى حي أقل فصلاً قد ارتبط بالمتوسّط بانخفاض مقدراه 1 ميليمتر زئبقي في ضغط الدم .
كلّما كان تغيير العنوان دائماً، كما كان في حالة 243 مشاركاً، كان التأثير أكبر. انخفض ضغط الدم بالمتوسّط لما يقارب من 6 مليمتراً زئبقيّاً بالنسبة لأولئك الذين انتقلوا إلى أحياء أقلّ فصلاً وحوالي 4 مليمترات عند الانتقال إلى حي متوسط العزل.
تُقدِّر دراسة أجريت عام 2015 في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن انخفاض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 1 مليمتر زئبقي يمكن أن يؤدي إلى التقليل من عدة آلاف من حالات الإصابة بفشل القلب والسكتة الدماغية ومرض القلب التاجي في الولايات المتحدة وسط البالغين السود البالغة أعمارهم ما بين (45 -64) سنويّاً.
يقول لافيست أنّ هذه النتائج بالإضافة إلى الأبحاث الأخرى المتعلقة بالفصل العنصري والصحة تُشير إلى أن السياسات التي تحسن ظروف الإسكان والموارد التعليمية وفرص العمل "ستكون لها آثاراً على صحة الأفراد". يضيف لافيست: "إنّ السياسة الاجتماعية هي سياسة صحيّة أيضاً".
المصدر