استخدم علماء الأعصاب في مدينة إرفاين في جامعة كاليفورنيا وزملائهم خلايا الجلد البشرية لخلق طريقة لتوليد واحدة من أهمّ أنواع خلايا الدماغ الرئيسية والتي تُسمى بالخلايا الدبقية الصغيرة والتي تلعب دوراً رئيسيّاً في الحفاظ على وظيفة الشبكات العصبية والاستجابة للإصابة والمرض .
تمثل هذه النتيجة خطوة هامة في استخدام الخلايا الجذعية المحفزة (iPS) لفهم أفضل وربما لعلاج الأمراض العصبية مثل الزهايمر. تُستمد هذه الخلايا الجذعية من خلايا جلد الكبار الحيّ وتُظهر فائدة متزايدة كنهج واعد لدراسة أمراض الإنسان وتطوير علاجات جديدة.
تم التبرع بخلايا الجلد من المرضى في مركز أبحاث مرض الزهايمر (ADRC) التابع لجامعة كاليفورنيا (UCI). استخدمت الدراسة بقيادة "إدسل عبود" و "واين بون" و "ماثيو بلورتون جونز" من جامعة كاليفورنيا عملية وراثية لإعادة برمجة هذه الخلايا في حالة متعددة القدرات وقادرة على التطور إلى أي نوع من الخلايا أو الأنسجة في الجسم.
قاد الباحثون هذه الخلايا متعددة القدرات إلى حالة جديدة من خلال تعريض الخلايا لسلسلة من عوامل التمايز التي تحاكي الأصل التنموي للخلايا الدبقية الصغيرة. تتصرّف الخلايا الناتجة بشكل مشابه للخلايا الدبقية الصغيرة في الإنسان. نُشرت الدراسة في العدد الحالي من مجلّة "العصبون" -Neuron.
تقوم الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ بالتقليل من الالتهاب وإزالة الخلايا الميتة والحطام. تُشكل هذه الخلايا ما بين %10 -15 من خلايا الدماغ، وهي ضرورية لتطوير وصيانة الشبكات العصبية.
يقول "بلورتون جونز" وهو أستاذ مساعد في قسم علم الأعصاب والسلوك ومدير ADRC iPS : "تلعب الخلايا الدبقية الصغيرة دوراً هاماً في مرض الزهايمر وغيره من أمراض الجهاز العصبي المركزي. كشفت الأبحاث الحديثة أن جينات مرض الزهايمر والتي تحمل خطر الإصابة واكتشفت حديثاً تؤثر على سلوك الخلايا الدبقية الصغيرة. يمكننا فهم بيولوجيا هذه الجينات واختبار علاجات جديدة محتملة باستخدام هذه الخلايا".
يقول بون وهو باحث مشارك في UCI MIND: "لقد اضطر العلماء إلى الاعتماد على الخلايا الدبقية الصغيرة في الفئران لدراسة علم المناعة في مرض الزهايمر، ويوفر هذا الاكتشاف نهجاً جديداً وقوياً لنموذج أفضل للأمراض البشرية وتطوير علاجات جديدة".
فحص الباحثون التفاعلات الجينية والفيزيائية بين علم مرض الزهايمر والخلايا الدبقيّة الصغيرة، وهم يستخدمون الآن هذه الخلايا في نماذج الدماغ ثلاثية الأبعاد لفهم كيفية تفاعل الخلايا الدبقية الصغيرة مع خلايا الدماغ الأخرى والتأثير على مرض الزهايمر وتطوّر الأمراض العصبية الأخرى.
يقول عبود وهو طالب دكتور وبروفيسور في الطبّ: "توفر النتائج التي توصلنا إليها طريقة متجددة وفعّالة لفهم دور الالتهاب في مرض الزهايمر باستخدام الخلايا البشرية". ويضيف: "ستقوم هذه الدراسات الانتقالية بتزويدنا بالمعلومات عن استراتيجيات التحوير العلاجي للمرض".
المصدر