الصوم مساءً من الممكن أن يؤدي إلى حرق الدهون.
إذا كنت ترغب بحرق المزيد من الدهون، فعليك بتجربة الصوم، هذا ما استنتجه دراسة أوّليّة حول الموضوع. فقد وجد الباحثون أنّ المشتركين في البحث، الذين يستهلكون السعرات الحرارية في غصون 6 ساعات، من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، قد حرقوا دهونا بنسبة %6 أكثر. بالإضافة لذلك، كان مستوى شعورهم بالجوع أكثر استقرارا مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون ذات الكمية من السعرات الحرارية خلال 12 ساعة، من الثامنة صباحة حتى الثامنة مساءً.
تقول كورتني بيترسون، المؤلفة الرئيسة للدراسة والتي تعمل كمساعدة بروفيسور في قسم علوم التغذية في جامعة ألاباما في برمنغهام، إنّ تلك النتائج منطقيّة. وتضيف أيضا أنّ قدرة الجسم على حرق الدهون تصل ذروتها بعد الصوم لمدة 12 حتى 14 ساعة.
يستمر الجسم بحرق الجليكوجين، وهو جزيء يخزن سكر الجلوكوز، منذ بدء الصوم لمدة 12 ساعة. ثم يبدأ بحرق مخازن الدهون بعد مضيّ 12 ساعة، وفقا لبيترسون.
مع ذلك، أشارت بيترسون إلى أنّ حرق دهون أكثر بنسبة %6 لا يستوفي معايير الباحثين لتصنيفه كاختلاف جادّ بين المجموعتين. مما يعني أن الاختلاف قد يكون محض صدفة، وبمصطلحات علميّة، لم يكن الاكتشاف ذو دلالة إحصائية. من المحتمل أن سبب عدم جدية الاختلاف هو أن الدراسة صغيرة النطاق، وفقا لبيترسون. من هنا، بحسب قولها، نحن بحاجة لدراسة أكبر تثبت ما جاء في هذه الدراسة الأولية.
أشارت د. أليكساندرا جونستون، وهي باحثة في مؤسسة رويت للتغذية والصحة (Rowett Institute of Nutrition
and Health) في جامعة أبردين في اسكتلندا (لم تشترك في البحث الأوّلي)، إلى أنّ سبب الاختلافات بين نتائج نسبة حرق الدهون في تلك الدراسة هو أن إحدى المجموعات قد صامت لمدة 18 ساعة (مساءً وليلًا). إلا أنه لا ينبغي تفسير هذه الاختلافات على أن تناول الطعام كالكربوهيدرات بعد وقت معيّن، ممكن أن يؤدي لزيادة إنتاج الدهون، وفقا لها.
في الدراسة التي تم تقديمها في اللقاء السنوي لجمعية السمنة (Obesity Society Annual Meeting) في أواخر عام 2016، اشترك 11 شخص يعاني من السمنة الزائدة، تتراوح أعمارهم بين 20-45 سنة، في فترتيّ بحث مختلفتين، مدّة كلّ منهما أسبوع. في إحدى التجارب، يبدأ المشتركون باستهلاك كل سعراتهم الحرارية في اليوم الرابع من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر. في التجربة الثانية، وهي تجربة الضبط، يبدأ المشتركون في اليوم الرابع باستهلاك كل سعراتهم الحرارية بين الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء.
لم يجد الباحثون أيّ فرق بخسارة الوزن بين فترتي البحث، فقالت بيترسون إنّ هناك ما يقارب الـ13 ساعة، معظمها في الليل، قد كانت فيها مستويات حرق الدهون مرتفعة عند المشتركين الذين تناولوا سعراتهم الحرارية في إطار الساعات الستّ. إلى جانب الزيادة في حرق الدهون، أثبت البحث أنّ مستويات الجوع كانت أكثر استقرارا لدى المشتركين الذين أكلوا سعراتهم الحرارية اليومية خلال ست ساعات مقابل 12 الساعة. اعتمد الباحثون على مقياس مكوّن من 100 درجة، الدرجة 0 هي الأدنى والمائة هي الأقصى، وطلبوا من المشتركين الاثني عشر أن يحدّدوا نسبة شعورهم بالجوع في كل من فترتيّ الاختبار. أظهرت النتائج أنه بينما كانت مستويات معدل الجوع متشابهة بين المجموعتين، مستويات الجوع لدى المجموعة التي تناولت كل السعرات الحرارية خلال إطار 6 ساعات كانت أقل ب 12 نقطة من المجموعة التي تناولت كل سعراتها الحرارية خلال إطار 12 ساعة.
ذلك ممكن أن يكون بسبب المنتظرين حتى ساعات متأخرة من اليوم لاستهلاك وجبة عشاءهم، فما زال لديهم ثلث سعراتهم الحرارية للاستهلاك، وفقا لبيترسون. "وهذا سيؤدي لتناولك الطعام الغير صحي حتى لو انك تناولت كل الوجبات الصحية خلال النهار لهذا اليوم"، إلا أنها أضافت أنّنا بحاجة للمزيد من البحث في الموضوع لتأكيد هذه الفرضيّة.
تنصح بيترسون الناس الذين يرغبون بتجربة الصوم أن يبدؤوا بذلك ضمن إطار زمني مكوّن من 9 ساعات يستهلكون خلاله الطعام، ثم يقلّلون منه تدريجيّا وصولًا إلى 6 ساعات. وتضيف أنّ هذا النوع من الصوم لا يجب على النساء الحوامل والأطفال اتّباعه، لأنّ الصوم يؤدي إلى إبطاء نسبة انقسام الخلايا في الجسم، مما يضرّ في نموّ الأطفال والأجنّة. بالإضافة لذلك، على المصاب بمرض مزمنٍ أن يستشير طبيبه قبل البدء بالصوم. أخيرًا، بحسب قول الباحثين، ما زال من غير المؤكد أن هذا النوع من الصوم يساعد على خسارة الوزن للمدى البعيد.
تأمُل بيترسون أن تعيد إجراء البحث بالاستعانة في عيّنة أكبر، وأن تقوم باختبار تأثير أوقات اليوم المختلفة على مستويات حرق الدهون. فمن الممكن المقارنة بين مشتركين يتناولون سعراتهم الحرارية خلال 6 ساعات في النهار، وآخرين يتناولونها خلال 6 ساعات مساءً.
المصدر