وجد الباحثون أن هناك احتمالاً أكبر للإصابة بمرض السرطان لدى مرضى السكري مقارنة بأولئك غير المصابين به، وأن هذا الاحتمال يزداد عند النّساء مقارنة بالرّجال.
بلغ عدد المصابين بالسكّري في العالم في عام 2015 حوالي 400 مليون شخص، في حين وصل عدد مرضى السرطان إلى 17.5 مليون شخص. وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة وجدت صلة بين مرض السكري وزيادة امكانية الإصابة بالسرطان، الا أنه لم يكن واضحًا ما إذا كان جنس المريض ايضاً يلعب دورًا في امكانية الإصابة.
قام باحثون في دراسة نُشرت في 19 يوليو 2018 في مجلة Diabetologia بالنظر في دراسات سابقة والتي تناولت إمكانيّة وجود صلة بين السرطان ومرض السكري. قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 19 مليون شخص مصابون بالسكري من النوع الأول أو من النوع الثاني في أكثر من 100 دراسة ومجموعة بيانات بعد استثناء الدراسات التي تناولت جنسًا بعينه.
وجد الباحثون أن النساء المصابات بمرض السكري هنّ أكثر عرضة للاصابة بالسرطان بنسبة %27 مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من مرض السكري، في حين أن الرجال المصابين بمرض السكري معرضون لخطر الاصابة بالسرطان بنسبة %19 مقارنة بالرجال الذين لا يعانون من مرض السكري. كما وجد الباحثون أنّ النساء المصابات بالسكري مُعرّضات لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة %6 أكثر من الرّجال.
يقول الباحث الرئيسي توشياكي أوكوما وهو عالم في قسم الكلى والتمثيل الغذائي في معهد "جورج للصحة العالمية" في أستراليا: "من المهم أن تكون النساء المصابات بمرض السكري أو غير المصابات به، وكذلك مقدمي الرعاية الصحية على دراية بأنّ الخطر المتزايد للإصابة بالسرطان لدى مرضى السكّري عند النساء هو أكثر منه عند الرجال، وأن يتم العمل على منع الاصابة بالسكري والتحكم بالمرض".
وجد الباحثون عند دراسة أنواع معينة من السرطان أن المرأة المصابة بمرض السكري كانت أكثرعرضة لخطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان مقارنة بالرّجال, وذلك بنسبة %11 سرطان الكلى و %13 سرطان الفم و %14 سرطان المعدة و %15 سرطان الدم. في حين كان الرجال المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة %12 مقارنة مع النساء المصابات بالسكري.
لا يزال السبب الكامن وراء كون النساء المصابات بداء السكري أكثر عرضة للاصابة بمرض السرطان مقارنة بالرجال غير واضح. يقول أوكوما أنّ إحدى الفرضيّات التي تفسر ذلك هي كون ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يسبب الضرر للحمض النووي، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بالسرطان.
ويضيف أوكوما لمجلّة Live Science: " تكون المرحلة السابقة للمرض أطول لدى النساء منها لدى الرجال، حيث ترتفع مستويات سكر الجلوكوز". تكون مستويات السكر في الدم في هذه المرحلة أعلى من معدلها الطبيعي ولكنها ليست عالية بما فيه الكفاية ليتمّ تصنيف الشخص كمصاب بمرض سكري النوع الثاني. وتبعًا للمنظمة الطبيّة والبحثية Mayo Clinic، فإنّ المرحلة السابقة لمرض السكري غالباً ما تتبعها إصابة بسكري النوع الثاني. ويقول اوكوما: "أنّه وبعد تشخيص مرض السكري فإنّ النّساء لا يحصلن في العادة على نفس مستوى العلاج الذي يحصل عليه الرّجال".
وقد أظهرت دراسة عام 2015 أن النّساء يتناولن الدّواء اللازم لخفض مستويات الجلوكوز في الدم بشكل أقلّ من الرجال. يعني هذا، أنّ النساء المصابات بداء السكري أكثرعرضة لتطوير مستويات غير مسيطر عليها من السكر في الدم لفترات زمنية أطول من الرجال، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال.
ومع ذلك فلقد لاحظ الباحثون، بأنّه عند النظر في حالات عينية لن نجد بيانات كثيرة عن الفروق بين الجنسين في أنواع محددة من السرطانات، وبالتالي فإن الأسباب التي تجعل الرجال أو النساء مُعرضين لخطر الإصابة بهذه الأمراض بنسبة أعلى لا تزال غير واضحة.
يقول أوكوما أنّه "يجب أن تحاول النساء المصابات بالسكري السيطرة على نسبة السكر في الدم من خلال تعديل نمط الحياة والأدوية ومن خلال الاستشارة الطبيّة". ويضيف بأنّه "يجب على النساء المصابات بداء السكري المشاركة في الفحوصات المتاحة للكشف المبكر عن السرطان".
وبحسب الباحثون فان أحد مقيّدات الدراسة هو أنّهم لم يأخذوا بعين الاعتبار العوامل الأخرى التي يمكن أن ترتبط بمرض السكري والسرطان لدى النساء، مثل الحمل وسن انقطاع الدورة الشهرية والعلاج بالهرمونات البديلة.
المصدر