يفتك الالتهاب الرئوي بما يقارب المليون طفل سنويًّا. يصعب تشخيص السبب الكامن وراء العدوى مما يضطر الأطباء إلى الاعتماد على المضادات الحيوية دون معرفة ما إذا كانت البكتيريا هي المسؤولة عنها.
كشفت دراسة جديدة أنّ حوالي 60 ٪ من حالات الالتهاب الرئوي في الطفولة ناتجة عن الفيروسات.
يمكن لمجموعة من البكتيريا والفيروسات أن تغزو الرئتين لتسبب الالتهاب الرئوي وانسداد الأكياس الهوائية الرئوية الحساسة بالسوائل وتقليل الأكسجين القادرة على امتصاصه. إنّ العدد الهائل من مسببات الأمراض المحتملة وموقع السائل الموجود في عمق الرئتين يجعل التشخيص أمرًا صعبًا
خاصّة عند الأطفال.
وجد الباحثون طريقة جديدة لتحديد سبب الالتهاب الرئوي الحاد عند الأطفال. جمع الباحثون عيّنات من الأنف والحنجرة والدم والبلغم وعينات السوائل الأخرى من 4232 طفلاً مصابًا بالتهاب رئوي حاد ويعيشون في بنغلاديش غامبيا وكينيا ومالي وجنوب إفريقيا وتايلاند وزامبيا على مدى عامين. قام الباحثون بتحليل السوائل من كل مريض لاستنتاج السبب الأكثر احتمالا للالتهاب الرئوي من قائمة مكوّنة من 30 سببًا من مسببات الأمراض.
أفاد باحثون في مجلة لانسيت أن الفيروسات تمثل أكثر من 60 ٪ من جميع الحالات وأن البكتريا تمثل أقل من 30 ٪. وجاءت نسبة 10 ٪ المتبقية من الفطريات والسل وأسباب غير معروفة. كان الفيروس التنفسي المخلوي البشري (RSV) المسبب الأوّل حيث إنّه يمثل حوالي ثلث الحالات. تباين الاختلاف بشكل كبير حسب البلد والمنطقة.
يرى الباحثون أن ظهور الفيروسات وخاصةُ الفيروس التنفسي المخلوي البشريRSV باعتباره السبب الرئيسي للالتهاب الرئوي يسلّط الضوء على ضرورة إيجاد لقاحات جديدة. يضيف الباحثون أنّه إذا كان من الممكن توسيع نطاق تقنية التشخيص الجديدة الخاصة بهم فقد يساعد ذلك أيضًا في تقليل الاستخدام الكبير للمضادات الحيوية على مستوى العالم.
المصدر