تخيّل السيناريو التّالي: لقد أنهيت للتوّ دهان الطاولات في غرفة الضيوف، وبينما أنت تقوم بغسل يديكّ، تلاحظ وجود بقع على أظافرك فتحاول إزالة هذه البقع لكنّك تلاحظ بأنّ هذه البقع البيضاء ليست من آثار الدّهان، لكنّها في الحقيقة جزء من أظافرك!
تستشير رفيقك في السكن بخصوص هذه البقع فيقول: "حسناً، قد تكون بسبب نقص الكالسيوم، والزنك! هي على التأكيد دليل على نقص في التغذية، هذا مؤكّد!".
تبدأ عندها بالتّساؤل ما إن كان ما يقوله صحيحاً لأنّه أخبرك قبل شهر من الآن بأنّ غسل وجهك ببياض البيض يقلل من حجم المسامات في الوجه، لكن، وعند سؤالك لطبيبتك الجلديّة عن ذلك، أخبرتك بأنّه ما من شيء على الإطلاق قادر على تقليل المسامات في وجهك! إذاً، هذا يتركك تتساءل مرّة أخرى، ما هي هذه البقع البيضاء على أظافرك؟ وكيف أُصبت بها؟
واحد من أهمّ مسببات البقع البيضاء على أظافر اليدين والقدمين هو حالة تدعى بالوبش "Leukonychia" ، ورغم أنّ الاسم يبدو جَديّاً، إلّا أنّ الحالة ليست كذلك على الإطلاق، وبينما يعتقد الكثيرين بأنّ السبب هو نقص في الكالسيوم أو الزنك فإنّ الحالة أيضاً ليست كذلك.
في الحقيقة، السبب وراء هذه البقع هو إصابة خفيفة إلى معتدلة في قاعدة الظفر، وإن لم تستطع تذكّر أيّ حادثة تتسبب هذه الإصابة، تذكّر بأنّ الأظافر تنمو بصورة بطيئة جدّاً، لذلك، ربّما أصبت بها منذ عدّة أسابيع، حيث لم تكن البقعة قد ظهرت بعد للعيان. هناك سبب آخر لهذه النقاط وهو الإصابة بعدوى بسيطة أو بحساسيّة من نوع معيّن، أو حتّى أثر جانبي لأحد الأدوية التي تتناولها.
مهما كان سبب الإصابة، فإنّ هذه البقع لا تتطلّب أيّ علاج يذكر وسوف تذهب تلقائيّاً بينما تنمو أظافرك، ولن تعود مرّة أخرى إلا إذا تعرّض الظفر لإصابة مشابهة. هذا يكون فقط في حال تعرّض ظفر واحد أو عدد معيّن من الأظافر لهذه البقع، لكن في حال ظهور هذه البقع على كلّ أظافرك، فذلك يعني بأنّ هذه النقاط هي أحد الأعراض لحالات أكثر جديّة كفقر الدمّ، أمراض القلب، تليف الكبد، السكري، أو أمراض الكلى.
في كلّ الأحوال، يجب عليك أن تحرص على الانتباه جيّداً لظهور أيّ شيء غير عادي أو أيّ تغييرات تحدث لأظافرك وتستشير طبيبك كي تطمئنّ أكثر.
المصدر